الطبيب سعيد السماهيجي: الضحية رقم “18” لهيبة “الملك” والمتورطون في قضايا القتل والتعذيب ينعمون برعاية الدولة والقضاء


لندن، 30 أكتوبر/ تشرين الأول 2013: تستنكر رابطة الصحافة البحرينية إستمرار السلطات البحرينية في استهداف الصحافيين والمصوّرين ونشطاء الإنترنت وقمع الحريات الإعلامية والصحافية في البلاد. سواء عبر الإعتقالات أو الملاحقات والأحكام القضائية المشكوك في نزاهتها وسلامة إجراءاتها. يأتي ذلك في ظل إستمرار تعنت الحكومة البحرينية في الوفاء بإلتزاماتها والتنفيذ الأمين لما أوصى به تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق ومجلس حقوق الإنسان – الأمم المتحدة -.

الضحية رقم “18” لهيبة الملك

وتندد الرابطة بإستمرار محاكمة إستشاري جراحة العيون سعيد السماهيجي بتهمة “توجيه عبارات مُهينة تشكل مساسا بمقام ملك البلاد” بحسب ما أفاد به وكيل النائب العام بنيابة المحافظة الشمالية محمد الرميحي، حيث حددت المحكمة الجنائية الثالثة الثلاثاء 11 ديسمبر المقبل موعداً للنطق بالحكم. وبإستهداف الطبيب السماهيجي يرتفع عدد المتهمين بـ “إهانة الملك” منذ نوفمبر 2012 حتى اليوم إلى 18 مواطناً تراوحت أحكام السجن بحقهم من 4 أشهر حتى عامين. وكانت السلطات قد أفرجت عن السماهيجي بعد أن أكمل مدة محكومتيه في قضية “الكوادر الطبية”، بالحبس لمدة عام كامل.

وتعبر رابطة الصحافة البحرينية عن أسفها العميق لإستمرار المؤسسة القضائية في إصدار أحكامها التعسفية على خلفية تهم “سياسية” الشكل والمضمون، بل وترتبط إرتباطاً وثيقاً بحرية الرأي والتعبير في البلاد.

ثقافة الإفلات من العقاب: سياسية رسمية

وتبدي رابطة الصحافة البحرينية شجبها واستنكارها لقرار محكمة الاستئناف الأحد 27 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري بتخفيض عقوبة شرطيين من جهاز الأمن الوطني بالسجن 3 سنوات بدلاً من 7 سنوات، وذلك بعد ثبوت ادانتهما في قضية قتل وتعذيب أحد مؤسسي صحيفة “الوسط” الناشر عبدالكريم فخراوي. وهو ما تعتبره الرابطة دلالة جديدة على الرعاية الرسمية للمتورطين من الأجهزة الأمنية في قضايا القتل والتعذيب والتي طالت عشرات الصحافيين منذ العام 2011.

وكانت المحكمة الكبرى الجنائية برئاسة الشيخ محمد بن علي آل خليفة قد قضت  في 12 مارس الماضي ببراءة خمسة من أفراد الشرطة متهمين بتعذيب وقتل رئيس منتديات الدير الإلكترونية المدون زكريا العشيري. كما وأيدت محكمة الاستئناف العليا حكم محكمة الدرجة الأولى القاضي ببراءة الضابطة المتهمة بتعذيب الصحافية نزيهة سعيد أثناء اعتقالها خلال فترة السلامة الوطنية.

وتؤكد رابطة الصحافة البحرينية أن الاحكام القضائية الأخيرة مضافاً لها تهرب السلطات في الكشف عن تفاصيل مقتل الصحافي المصور أحمد إسماعيل العام الماضي، تشير وبوضوح إلى أن الدولة باتت تعتمد ثقافة “الإفلات من العقاب” منهجا ثابتا، وهي لا تتوانى عن حماية القيادات والأفراد في الأجهزة الأمنية وتبرير إنتهاكاتهم من خلال المؤسسة القضائية وتوجيه أحكامها سياسياً.

حبيل: مريض بالقلب متهم بكراهية النظام

كما وتتابع رابطة الصحافة البحرينية بخوف بالغ تداعيات الحالة الصحية للإعلامي المعتقل حسين حبيل والذي تشير تقارير إلى أن السلطات تواصل حرمانه وبشكل متعمد من العلاج والرعاية الصحية إذ يعاني من آﻻم في القلب وضيق في التنفس. وتطالب الرابطة بالإفراج الفوري عن حبيل وعن جميع الإعلاميين المعتقلين لدى السلطات الأمنية.

واعتقل المصور الفوتغرافي حسين حبيل آواخر يوليو الماضي ووجهت له السلطات تهماً تتعلق باستخدام شبكات التواصل الاجتماعي للتحريض على كراهية النظام. ورغم تأكيد السلطات انها توفر لحبيل الرعاية التي يحتاجها إلا أن الرابطة ومن خلال تجارب سابقة تعتبر أن السلطات الأمنية ليست مؤتمنة في تصريحاتها، خصوصاً مع إستمرار شكاوى التعذيب وسوء المعاملة في مراكز التوقيف والسجون البحرينية.

 

زر الذهاب إلى الأعلى