تطلب مواقع التواصل الاجتماعي قدرا لا بأس به من البيانات الشخصية حتى تسهّل على الآخرين العثور عليك والاتصال بك. قد يكون أخطر ما يشكله هذا على مستخدمي تلك المواقع احتمال تزوير الهوية، وهو انتهاك زاد تكراره. كما أنه كلما زادت معلوماتك الشخصية التي تنشرها في الإنترنت كلما سهل اختراق حسابك.
الأصدقاء، والمتابعون، وجهات الاتصال أول ما تفعله بعد إدخال بياناتك الشخصية في أي موقع شبكات تواصل اجتماعية هو التشبيك مع أشخاص آخرين. احرص على حصر التواصل على الأشخاص الذين تعرفهم وتثق بأنهم لن يسيئوا استخدام المعلومات التي تنشرها عندما تستخدم حسابًا في شبكة تواصل اجتماعي.
تحديثات الحالة في تويتر وفيسبُوك والشبكات المشابهة تكون في شكل إجابات عن أسئلة من قَبيل: ماذا أفعل الآن؟ ما الأخبار؟ أهم ما يجب إدراكه في هذه الرسائل هو من يمكنه رؤيتها. الإعدادات المبدئية لرسائل الحالة في معظم شبكات التواصل الاجتماعي تسمح لأي شخص في الإنترنت أن يراها. إن أردت أن تقصر رؤيتها على معارفك وحسب فعليك أن تضبط شبكة التواصل الاجتماعي بإخفائها عن الآخرين. لفعل ذلك في تويتر ابحث عن “Protect Your Tweets”،أما في فيسبُوك فغيّر إعداداتك حتى تكون مشاركة الرسائل مع “الأصدقاء فقط“. لكن حتى بهذه الإعدادات فإن عليك التفكير في سهولة أن ينشر أحد أصدقائك هذه المعلومات.
اتّفق مع أصدقائك على بروتوكول معين لتبادل المعلومات المنشورة في حساباتكم في موقع شبكات التواصل الاجتماعي. كما يجدر بك التأمل في المعلومات التي تظهرها وتخص أصدقاءك الذين قد لا يرغبون أن تُنشر.
تعتبر الرسائل الخاصة في تويتر آمنة ومشفرة، بشرط إستخدامها بالشكل الصحيح.
تعرض أغلب مواقع شبكات التواصل الاجتماعي موضعك الجغرافي إن كان معلوما لها. عادةً ما تكون هذه الوظيفة متاحة عندما تستخدم هاتفًا يحتوي على نظام تحديد المواضع (GPS) للاتصال بشبكة التواصل الاجتماعي، لكن لا تظن أن هذا مستحيل إن لم تستخدم هاتفًا جوالًا. قد توفر الشبكة التي يتصل بها حاسوبك بيانات موقعك. الأحوط أن تتأكد من إعداداتك. كن حذرًا أكثر عند التعامل مع مواقع تشارك الصور أو الفيديو. لا تفترض أنها لا تنشر موضعك، بل راجع من إعداداتك حتى تتأكد.
قد يسهل تشارك الفيديو والصور هويات الآخرين، فمن المهم الحصول على إذن من يظهر في أي صورة أو لقطة فيديو تريد نشرها. تمعّن فيما قد يسببه نشر صورة شخص ما من خطر على خصوصيته. لا تنشر صورة أحد ما أو لقطة فيديو تخصه قبل الاستئذان. كما يمكن أن تظهر الصور ومقاطع الفيديو الكثير من المعلومات عن غير قصد.
تضيف الكثير من آلات التصوير بيانات مُضمّنة في ملفات الصور تسجّل تاريخ وساعة التقاط الصورة وموضع التقاطها وطراز الكاميرا وغير ذلك من المعلومات. قد تستخرج مواقع مشاركة الصور والفيديو هذه المعلومات من ملفات الصور و تنشرها عندما ترفع صورا إليها.
التراسل اللحظي: تتيح العديد من مواقع شبكات التواصل الاجتماعي أدوات تمكنك من إجراء محاورات مباشرة مع أصدقائك. تلك الأدوات من أقل الطرق أمانًا للتخاطب عبر الإنترنت وذلك لأنها قد تكشف هوية الأشخاص الذين يتواصلون معك بالإضافة إلى محتوى الحديث الذي دار بينكم. إن أردت التأكد من أمن محادثاتك فعليك وأصدقاؤك على الأقل أن تلجؤوا إلى حساباتكم مستخدمين بروتوكول https:// للاتصال الآمن ولكن هذا لا يعني أن الإتّصال سيكون آمناً في معظم الأوقات على سبيل المثال: عملية التراسل اللحظي (المحادثة) على فيسبوك لا تتم عبر الإتصال الآمن HTTPS وبذلك فهي معرضة للإختراق). من الأفضل استخدام عميل محادثة مثل بدجن مع إضافة OTR التي تمنع تسجيل المحادثة من خلال التعمية (التشفير).
ينصح المكتب الاتحادي لأمان تكنولوجيا المعلومات، المستخدم، باستعمال حسابات بريد إلكتروني مختلفة عند تسجيل الدخول في شبكات التواصل الاجتماعي على الإنترنت، مع ضرورة استخدام كلمات مرور آمنة، وإلا سيكون هناك خطر اختراق هذه الحسابات بواسطة القراصنة والحصول على جميع البيانات الشخصية في جميع خدمات الويب وشبكات “فيسبوك” و”تويتر” وغيرها. وأضاف خبراء ألمان أنه لا يجوز تخزين كلمات المرور الخاصة بشبكات التواصل الاجتماعي على الهواتف الذكية أو الحواسب اللوحية، حتى لا تقع كلمات المرور في أيدي الغرباء، إذا ما تعرض الجهاز الجوال للفقدان أو السرقة، وبالتالي قد يتمكن هؤلاء الأشخاص من الوصول إلى حسابات المستخدم على شبكات الميديا الاجتماعية.
لا تقتصر المخاطر، التي تهدد الخصوصية وحماية البيانات بشبكات التواصل الاجتماعي، على عمليات الاختراق والقرصنة من الخارج فقط. ولذلك ينصح الخبراء بضرورة قراءة الشروط العامة للاستعمال وقواعد الخصوصية قبل تسجيل الدخول في شبكات التواصل الاجتماعي؛ لأن بعض الشركات تقر حق استعمال المنشورات الخاصة.
نظراً لأن المحتويات المنشورة على شبكات التواصل الاجتماعي لا يتم فحصها أو أنها قد تكون غير آمنة، فإنه ينبغي على المستخدم عدم النقر على الروابط بدون التحقق منها، ذلك أن القراصنة يحاولون في كثير من الأحيان لفت انتباه المستخدم إلى مواقع الويب المزيفة والخبيثة، علاوة على أن الكثير من الاستبيانات والأدوات الإضافية المجانية تخفي وراءها برمجيات خبيثة.
ينصح بضرورة توخي الحرص والحذر عند التعامل مع عروض الشركات الأخرى، التي تقدم مثلاً ألعابا على شبكات التواصل الاجتماعي؛ لأنها قد تتجسس على بيانات المستخدم أو يكون عُرضة لهجمات القرصنة الإلكترونية.
من الضروري إعطاء كلمة المرور لشخص تثق فيه، حتى يغير كلمة المرور في حال إعتقالك أو مصادرة جهازك، أو حتى ليقوم بإعلام متابعينك في حال أصابك أي مكروه.