البحرين بلا مراسلين لوسائل الإعلام الأجنبية منذ أكثر من عام
رفعت البحرين مستوى التهديد من “خطير” إلى “حرج”، لكن ذلك التصنيف لم يكن لمواجهة تهديدات إرهابية إنما لمواجهة أخطار صحافية مفترضة! لقد سمحت السلطات لنفسها باتخاذ تدابير قاسية جدا بحق العمل الصحافي.
منذ أكثر من عام والمملكة الخليجية تمنع عمل مراسلي وسائل الإعلام العالمية، وترفض السماح لأي مراسل أو صحافي أجنبي بدخول البلاد.
مايو/ أيار الماضي منعت البحرين صحافي ألماني من دخول أراضيها لتغطية اجتماع كونجرس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الذي انعقد في المنامة، دون إبرازها لأية أسباب أو تبريرات.
وقال الموقع الذي يعمل لصالحه الصحافي روبرت كيمب، إن الأخير كتب في السابق مقالات ناقدة للمرشح البحريني لرئاسة الفيفا سلمان بن إبراهيم آل خليفة.
ليس ذلك فحسب، فإدارة الإعلام الخارجي بهيئة شؤون الإعلام ترفض الترخيص لمراسلي وكالات الأنباء العالمية المعروفة. فمنذ قدوم وزير الإعلام الجديد علي الرميحي، قبل نحو عام، لم تقم البحرين بتجديد ترخيص أي من المراسلين الصحافيين.
بعض المراسلين الذين ترفض الوزارة تجديد رخصهم الصحافية، عملوا لأكثر من 20 سنة في هذا المجال، ولم يحصلوا على أي مبرر إداري أو قانوني لرفض طلباتهم.
6 مراسلين بينهم مراسلة فرانس 24 نزيهة سعيد التي تعيش في منفى اختياري، رفضت السلطات الترخيص لعملهم، قبل أن تدين محكمة بحرينية سعيد لـ “العمل دون ترخيص”، وقامت بتغريمها 2650 دولار أمريكي.
وكشفت مجموعة إعلام فرنسا العالمي أن السلطات البحرينية أبلغت المجموعة برغبتها في أن تقوم بتعيين مراسل جديد لها في البحرين، غير أن المجموعة رفضت ذلك. ويظهر ذلك على نحو واضح أن البحرين لا تريد مراسلين مستقلين.
المسؤولون الجدد عن الإعلام وجهوا ضربة موجعة للعمل الصحافي برفضهم تجديد رخص المراسلين، وعدم سماحهم للصحافيين الأجانب بدخول البلاد، غير أن اللكمة القاضية لحرية الصحافة جاءت عندما تم إغلاق الصحيفة الوحيدة المستقلة في البلاد، صحيفة الوسط التي تأسست العام 2002.
رابطة الصحافة البحرينية ترى أن البلاد عادت للوراء أكثر من 15 عاما حينما كانت الصحافة ذات لون واحد، وعندما كانت تردد وجهة النظر الرسمية بشأن القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
وتدعو الرابطة وزارة الإعلام إلى التراجع عن تلك الإجراءات، بتجديد تراخيص مراسلي وسائل الإعلام الأجنبية والكف عن محاولات إغلاق البلاد في وجه العالم، والسماح مجددا بالتعددية الصحافية.