أغسطس وسبتمبر 2015: صحيفة “الوسط” في بؤرة الاستهداف والوقف وإنذار لهاني الفردان واعتقال المغردين “بوخميس” و”حجي أحمد”
لندن – 30 سبتمبر 2015- رابطة الصحافة البحرينية: سجلت رابطة الصحافة البحرينية العديد من الانتهاكات خلال شهري أغسطس/ آب وسبتمبر/ أيلول 2015 بحق الصحافيين والمصورين والمواطنين الذين يعبرون عن آرائهم. وأظهرت سجلاتها، إيقاف صحيفة “الوسط” مدة يومين. كما تلقى المحرر في نفس الصحيفة هاني الفردان إنذارا من هيئة شئون الإعلام إثر نشره عموداً انتقد فيه التشكيك والتخوين في الشخصيات الإعلامية والسياسية المعارضة.
وأوقفت السلطات الأمنية منصور الجداوي المعروف بـ”صنقيمة” بعد نشره مقطعاً صوتياً ساخراً عبر وسائل التواصل الإجتماعي انتقد فيه الممارسات التمييزية. كما أوقفت المغردين حسين خميس المعروف على “تويتر” باسم “بوخميس” ويوسف العم المعروف باسم “حجي أحمد” إثر نقدهما مشاركة البحرين في الحرب على اليمن. إضافة إلى ذلك فقد أوقفت السلطات أيضاً المصورين محمد الشيخ، مراسل وكالة الأنباء الفرنسية والمصور أحمد الفردان، مراسل وكالتي “ديموتكس” و”نُر فوتو”. بينما مرّر مجلس الوزراء البحريني مشروع قانون يقيد المؤسسات الإعلامية ويفرض رقابة على محتواها الإعلامي.
وترى “رابطة الصحافة البحرينية” أن هذه السياسات المتشددة قد أسهمت في تقليص فضاءات الحوار السياسي والمناقشات المجتمعية. كما طوّقت الفضاء الإلكتروني الذي كان حاضنة للتفاعلات السياسية والاجتماعية في الأعوام السابقة.
وتشدد الرابطة على أن اعتقال المصورين والإعلاميين في البحرين وسجنهم يندرج ضمن توجه عام نحو الإنتقام من الإعلاميين والمصورين وكل النشطاء الذين يقدمون رواية للأحداث الأمنية في البلاد لا تنسجم مع رؤية السلطات.
توقيف الفنان الساخر “صنقيمة”
أوقفت السلطات الأمنية (1 أغسطس/ أب 2015) الفنان الساخر منصور الجداوي، المعروف بـ “صنقيمة”. وصرح مدير عام الإدارة العامة لمكافحة الفساد والأمن الاقتصادي والإلكتروني بأنه “تم توقيف أحد الأشخاص قام بنشر تسجيلات صوتية له تتضمن ازدراء إحدى الطوائف الكريمة في مملكة البحرين”. وأتى اعتقاله بعد نشره لمقطع صوتي عبر وسائل التواصل الإجتماعي انتقد فيه التمييز في التعامل مع رجال الشرطة بوزارة الداخلية.
هيئة الإعلام تنذر الصحافي هاني الفردان
وجهت هيئة شئون الإعلام (4 أغسطس/ آب 2015) إنذاراً كتابياً لصحيفة “الوسط” بشأن مقال للكاتب الصحافي بالجريدة هاني الفردان. وجاء في الإنذار “بالإشارة إلى عمود الكاتب هاني الفردان المعنون (ولن ترضى عنك…) والمنشور في صحيفة الوسط ليوم السبت الموافق 1 أغسطس/ آب 2015 في عددها رقم 4711. نفيدكم بأن العمود المشار إليه تضمن معلومات غير صحيحة، تعد مخالفة للمرسوم بقانون رقم 47 لسنة 2002م بشأن تنظيم الصحافة والطباعة والنشر، لذا فإن هيئة شؤون الإعلام توجه لصحيفتكم هذا الإنذار بموجب المادة (84) منه. مؤكدين على ضرورة نشره في أول عدد يصدر بعد تلقيه طبقاً لنص المادة سالفة الذكر”.
إرجاء محاكمة مجيد ميلاد
أرجات المحكمة الصغرى الجنائية الرابعة (4 أغسطس/ آب 2015) قضية رئيس مجلس بلدي العاصمة سابقاً مجيد ميلاد المتهم فيها بـ”التحريض على عدم الانقياد للقوانين” لغاية 13 سبتمبر/ أيلول201) مع استمرار حبسه. وطلب المحامي عبدالله الشملاوي في خلال الجلسة التصريح بنسخة بالقرص المرن الخاص بالواقعة والاستماع لشهود الاثبات. كما طلب الاطلاع والرد على أوراق الدعوى وإخلاء سبيل ميلاد بأي ضمانة إلا أن القاضي رفض ذلك.
إيقاف صحيفة “الوسط” يومين
أعلنت السلطات البحرينية (6 أغسطس/ آب 2015) إيقاف صدور وتداول صحيفة “الوسط” حتى إشعار آخر. وقالت هيئة شؤون الإعلام إن وقف الصحيفة جاء “لمخالفتها القانون وتكرار نشر وبث ما يثير الفرقة بالمجتمع ويؤثر على علاقات مملكة البحرين بالدول الأخرى”. وأتى القرار بعد يوم من تحذير وزير الإعلام، عيسى بن عبد الرحمن الحمادي، من اتخاذ إجراءات قانونية ضد وسائل الإعلام التي تنشر ما وصفها بأنها “معلومات كاذبة بشأن البحرين”. وفي 8 أغسطس/ آب 2015 قالت هيئة شؤون الاعلام إنها “قررت السماح لجريدة الوسط باعادة استئناف نشاطها بالإصدار والتداول”، موضحة أن هذا القرار اتخذ “بعد تأكيد الصحيفة على التزامها بالعمل وفق القانون”.
استجواب الشيخ هاني البناء
استدعت وزارة الداخلية (13 أغسطس/ آب 2015) عضو الهيئة المركزية بالمجلس الإسلامي العلمائي الشيخ هاني البناء إلى مركز شرطة مدينة حمد. ووجهت له تهم “التحريض على كراهية النظام” و”المساس بحاكم البلاد بطريق غير مباشر” و”المساس بشخصيات محل تمجيد لدى ملة” في خطاب ألقاه في شهر يوليو/ تموز 2015، إلا أنها عادت وأطلقت سراحه.
إصابة المصور باقر الكامل
أصيب المصوّر باقر الكامل (14 أغسطس/ آب 2015) بطلق ناري أثناء تغطيته للاحتجاجات بمنطقة السنابس غربي البحرين التي أقيمت في ذكرى “عيد الاستقلال”. وتعرض الكامل إلى الإصابة في رجله بواسطة الرصاص الانشطاريّ “الشوزن”.
إيقاف المصورين محمد الشيخ وأحمد الفردان
أوقفت السلطات الأمنية (28 أغسطس/ آب 2015) المصورين محمد الشيخ، مراسل وكالة الأنباء الفرنسية “أ. ف. ب” والمصور أحمد الفردان، مراسل وكالتي “ديموتكس” و”نُر فوتو”، أثناء تواجدهما في مقهى “كوستا كوفي” بشارع البديع غربي البحرين. وأتى اعتقالهما عقب انفجار وقع بمنطقة “كرانة” القريبة رغم أنهما لم يكونا يزاولان التصوير. إلا أن السلطات عادت وأفرجت عنهما لكن بعد مرور ما يقارب ثلاث ساعات.
اعتقال المغرد حسين خميس
ألقت السلطات الأمنية (6 سبتمبر/ أيلول 2015) القبض على المغرد حسين خميس بتهمة “الإساءة إلى شهداء الوطن على شبكات التواصل” في إشارة إلى العسكريين البحرينيين الخمسة الذين قتلوا في اليمن بتاريخ 5 سبتمبر/ أيلول من نفس الشهر أثناء مشاركتهم في التحالف الذي تقوده السعودية. وصرح مدير عام الإدارة العامة لمكافحة الفساد والأمن الاقتصادي والإلكتروني بأنه “تم القبض على صاحب الحساب (بوخميس) والذي أساء إلى شهداء الوطن خلال وسائل التواصل الاجتماعي”.
اعتقال المغرد يوسف العم
ألقت السلطات الأمنية (7 سبتمبر/ أيلول 2015) القبض على المغرد يوسف العم الذي يعمل مدرساً للرياضيات ويكتب في شبكات التواصل الاجتماعي مستخدماً اسم “حجي أحمد”. وداهمت قوة أمنية منزله في قرية عالي وصادرت جميع أجهزته الإلكترونية. وأصدرت وزارة الداخلية بياناً في نفس اليوم اتهمته فيه بـ”السخرية من شهداء الوطن من خلال حسابه على موقع تويتر”.
تأجيل استئناف المسقطي وعبدالإمام
أجلت محكمة الاستئناف (7 سبتمبر/ أيلول 2015) النطق في استئناف الناشطين الحقوقيين محمد المسقطي، مستشار الأمن الرقمي لدى منظمة “فرونت لاين ديفندرز”، ونادر عبدالإمام، رئيس جمعية “إنصاف” لحقوق الإنسان، في القضية المتهمين فيها بـ”المشاركة في تجمع غير قانوني” والمحكومين فيها بالسجن مدة ستة أشهر.
وقررت المحكمة مد أجل النطق بالحكم لجلسة في 2 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015 لتقديم المرافعة. ولدى انعقاد الجلسة تم تأجيلها أيضاً إلى 4 من نفس الشهر والتي تأجلت بدورها إلى جلسة في 7 يناير/ كانون الثاني 2016. وكانت المحكمة الجنائية الصغرى قد حكمت عليهما في 31 ديسمبر/ كانون الثاني 2014 بالسجن لمدة ستة أشهر بتهمة “الشغب والمشاركة في تجمع غير قانوني”، في إشارة إلى تظاهرة “تقرير المصير” التي أقيمت في 12 أكتوبر/ تشرين الأول 2012 بالعاصمة المنامة.
استئناف علي معراج يؤجل للمرة 14
أجلت محكمة الاستئناف العليا (13 سبتمبر/ أيلول 2015) استئناف الناشط الإلكتروني علي معراج في القضية المتهم فيها بـ”إهانة الملك” للمرة (14) وذلك لغاية 1 ديسمبر/ كانون الأول 2015. ورفض القاضي تسلم المرافعة حتى يتنازل المحامي عن حضور شاهد النيابة العامة في القضية.
الصحافي هاني الفردان أمام المحكمة
مثل الصحافي بجريدة “الوسط” هاني الفردان (14 سبتمبر/ أيلول 2015) أمام المحكمة الجنائية الأولى على خلفية القضية المرفوعة ضده ورئيس تحرير صحيفة “الوسط” منصور الجمري من قبل النائب في البرلمان عبدالحليم مراد والمتهم فيها بالقذف. وقررت المحكمة تأجيل القضية إلى جلسة في 21 أكتوبر/ تشرين الأول للمرافعة. وحضر الجمري الجلسة حيث أنكر التهمة المسندة إليه. ونسبت النيابة العامة إلى الفردان والجمري أنهما “في 5 فبراير/ تشرين الثاني أسندا بطريق العلانية الى المجني عليه عبدالحليم مراد واقعة من شأنها أن تجعله محلا للعقاب والازدراء، بأن نسبا إليه أنه يعمل جاهدا على تصدير الإرهاب وجمع الأموال خلافا للقانون وذلك على النحو المبين بالأوراق”.
تأجيل الحكم على المصور أحمد الموسوي
أجلت المحكمة الجنائية العليا (17 سبتمبر/ أيلول 2015) قضية المصور المستقل سيد أحمد الموسوي المتهم فيها بـ”تصوير مسيرات مناهضة للحكومة” و”توزيع بطاقات هاتفية على متظاهرين إرهابيين”. وأرجأت المحكمة القضية إلى جلسة في 28 أكتوبر/ تشرين الأول والتي تم تأجيلها أيضاً لغاية 11 نوفمبر/ نشرين الثاني. كما أجلت مرة أخرى إلى 23 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015 للنطق بالحكم.
مجلس الوزراء يقر قانونا يقيد المؤسسات الإعلامية
وافق مجلس الوزراء البحريني (21 سبتمبر/ أيلول 2015) على مشروع قرار بشأن معايير الإشراف والرقابة على المحتوى الإعلامي يُلزم فيها جميع مؤسسات وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة والإلكترونية بمراعاة عدد من الضوابط والمعايير عند ممارسة العمل الإعلامي وفي مقدمتها سيادة مملكة البحرين واحترام نظام الحكم فيها ورموزه ومؤسساته وهيئاتها النظامية.
كما ينص القرار على إلزام المؤسسات الإعلامية بـ”الامتناع عن بث ونشر أية معلومات أو أخبار أو غيرها من المواد التي من شأنها أن تؤدي إلى تعكير صفو علاقات المملكة مع الدول الأخرى، وأن تلتزم باحترام الأديان وعدم المساس بالهوية الوطنية والدينية وعدم الإساءة للوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعي”.
إن رابطة الصحافة البحرينية تطالب الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والأمم المتحدة وكافة المنظمات والهيئات الدولية المعنية بالدفاع عن حرية الرأي والتعبير وحرية الصحافة والإعلام للتدخل العاجل وممارسة الضغط على الحكومة البحرين من أجل:
- الإفراج الفوري دون قيد أو شرط عن جميع المصورين والإعلاميين المحتجزين بسبب مزاولتهم عملهم في تغطية الاحتجاجات أو ممارسة حقهم في حرية التعبير.
- إيقاف المحاكمات القضائية بتهمة “إهانة الملك والجيش” لنشطاء الإنترنت والإعلاميين وتهمة “التجمهر” للمصورين وتهمة “التحريض على كراهية النظام للسياسيين”.
- فتح الحريات الإعلامية والصحافية وإغلاق مكتب الرقابة على الإنترنت في وزارة الاتصالات.
- إنهاء احتكار السلطة للإعلام التلفزيوني وفتح وسائل الإعلام للرأي الآخر المعارض.
- دعوة مقرر الأمم المتحدة الخاص بتعزيز وحماية الحق في حرية الرأي والتعبير إلى جدولة زيارة عاجلة إلى البحرين.