سبتمبر وأكتوبر 2022: مركز الاتصال الحكومي يتحكم في مانشيتات الصحف والاستدعاءات للنشطاء مستمرة
رابطة الصحافة البحرينية – لندن: شهد شهرا سبتمبر وأكتوبر 2022 عدداً من الانتهاكات الحكومية الموجهة إلى الصحفيين والمغردين الذين يدلون بآرائهم على وسائل التواصل الاجتماعي. بين أبرز القضايا التي برزت في خلال هذه الفترة قيد الرصد كان ما كشفت عنه كاتبة عمود “كلمة أخيرة” في صحيفة “الوطن” المصنّفة بالحكومية (كشفت) حول الدور المتفاقم الذي أصبح يلعبه “مركز الاتصال الوطني” في البحرين الذي أنشيء أساساً لأغراض توحيد الخطاب الإعلامي الحكومي لكن تبين أنه لا يعدو أن يكون حارس بوّابة يضاف إلى الحرّاس الآخرين المكرّسين على مدار الساعة لمراقبة الصحافة وتكميمها. وذكرت الشاعر بأن المركز المذكور أصبح يتحكم حتى في المقابلات ومانشيتات الصحف.
ومن القضايا أيضاً كان الحكم بتغريم شخص 800 دينار إثر عملية نشر في مجموعة “واتس اب”. وكذلك استدعاء كل من المغرّدين نوال عطية والمحامي عبدالله هاشم. فيما يلي التفاصيل:
استدعاء المحامي عبدالله هاشم بعد دعوته العاطلين للاحتجاج
استدعت إدارة الجرائم الإلكترونية (6 سبتمبر 2022) المحامي عبدالله هاشم بعد دعوته العاطلين عن العمل للقيام بحركة احتجاجٍ. وكتب «هاشم» عبر حسابه في «موقع تويتر»: «تلقيت استدعاءً من الجرائم الإلكترونية الآن، الموضوع تدوينة البطالة المتفشية في خريجي الجامعات من البحرينيين». وأشار إلى أنها «تضمنت دعوةً إلى الاحتجاج مع فَهم مبتسر، وهو مسيرة شارع، هذا الفهم والتعليقات كانت أحد أسباب الاستدعاء». وبعد الانتهاء من التحقيق معه صرح بأنها «كانت جلسة نقاش لم تخلُ من لباقة ولياقة واحترام، دارت حول مضمون التدوينة وخلاصاتها». كما تلقى استدعاء آخر للمثول للتحقيق أيضاً حول فحوى نفس التغريدة في 12 سبتمبر.
سوسن الشاعر تكشف أن مركز الاتصال الوطني يتحكم حتى في مانشيتات الصحف
نشرت كاتبة عمود رأي “كلمة أخيرة” في صحيفة “الوطن” المملوكة للديوان الملكي (8 سبتمبر 2022) مقالاً اشتكت فيه من تحكم “مركز الاتصال الوطني” في ما يُنشر في الصحافة والذي أصبح يشمل حتى عناوين الأخبار والمقابلات. وقالت إن “العلاقة بين الصحافة والسلطة التنفيذية أصبحت علاقة معقدة في الآونة الأخيرة تفتقد الكثير من الأريحية”. وأضافت “اليوم اختفت التعددية وإن فتحت أي صحيفة بحرينية اليوم ستجد أخبار البحرين في الصفحة الأولى عبارة عن عرض صحفي واحد مكتوب وموزع على جميع الصحف «برس رليز» تنشره كل الصحف بلا تغيير”. وأوضحت “حتى العناوين يتم اختيارها نيابة عن الصحف (…) وما ينشر عبارة عن رأي السلطة التنفيذية مصاغ ومرسل عبر مركز الاتصال الوطني، وما على الصحيفة إلا نقله حرفياً”. وتابعت “المقابلات لابد أن تمر على مركز الاتصالات ويوافق عليها أو ينقحها”.
منع الصحفيتين وفاء العم ونزيهة سعيد من دخول الإمارات العربية المتحدة
منعت السلطات الأمنية في دولة الإمارات العربية المتحدة كلاً من الصحفيتين البحرينيتين وفاء العم ونزيهة سعيد من دخول أراضيها. وقالت الصحفية وفاء العم عبر حسابها في تويتر (26 سبتمبر 2022) إن مسؤولاً هناك أخبرها أنها “ممنوعة بموجب تعميم صادر من الأمن، وعندما سألته عن السبب والحل، قال إنه من الأفضل أن أتواصل مع السلطات في بلدي”.
من جانبها ذكرت الصحفية نزيهة سعيد أنت سلطات الإمارات منعتها (23 سبتمبر 2022) من “دخول البلاد التي كنت أزورها في رحلة عمل”، مشيرة إلى توقيفها لأكثر من ساعتين دون إجابة على أسئلتها، ومن ثم “البدء في إجراءات الترحيل دون توضيح أو حتى إعلامي بالقرار”. وأكملت “بعد إصراري على معرفة ما الذي يحدث ولماذا تم تحويلي لبوابات المغادرة بدلا من الوصول، تم إخباري دون تفاصيل «لن يسمح لك بالدخول لأسباب أمنية».
استدعاء المغردة نوال عطية لـ”شكوى أحد المترشحين”
استدعت إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية (28 سبتمبر 2022) الناشطة الإلكترونية والمغردة نوال عطية. وجرى إخبارها خلال التحقيق معها بأن الأمر يتعلق بشكوى رفعها ضدها أحد المترشحين للانتخابات النيابية.
منع ندوة لدكتور نادر كاظم
أجبرت جهة حكومية (12 أكتوبر 2022) جمعية تاريخ وآثار البحرين على إلغاء ندوة في مقرّها كان من المقرر أن يشارك فيها الأكاديمي والباحث د. نادر كاظم. كانت الجمعية قد أدرجت ضمن برنامجها الثقافي للموسم 69 ندوة لكاظم في التاريخ المذكور تحت عنوان “”كيف تغير النظام الغذائي في البحرين؟”. إلا أنها اضطرت لإلغائها في وقت سابق لموعد إقامتها بعد أن تلقت أوامر من جهة في الدولة لم يجر الإفصاح عنها.
الاستئناف تؤيد تغريم شخص 800 دينار لـ”نشر أخبار كاذبة في واتس اب”
أيدت محكمة الاستئناف (16 أكتوبر 2022) الحكم الصادر بتغريم شخص لم يتم الكشف عن هويته مبلغ 800 دينار بتهمة “نشر أخبار كاذبة”. ومما أفيد من معلومات بسيطة حول القضية فإن المذكور قد أدين بـ”نشر أخبار كاذبة عبر مجموعة واتساب تتعلق بأحد المسئولين في وزارة التربية”.