مايو ويونيو 2022: البحرين الأخيرة خليجيا في “مراسلون بلا حدود” واستدعاء عبدالله هاشم ومغردة انتقدت البرلمان
رابطة الصحافة البحرينية، لندن، الأربعاء 6 يوليو 2022: تقدم معطيات هذين الشهرين مايو ويونيو 2022 المزيد من الدلائل التي تؤكد ما دأبت رابطة الصحافة البحرينية على التنويه به بشأن استمرار تراجع الحريات الإعلامية في البحرين دون وقفة مراجعة حقيقية من جانب الحكومة تعيد عبرها وضع البلاد على السكة الصحيحة. فقد وضعت منظمة “مراسلون بلا حدود” البحرين في ذيل قائمة الدول الخليجية في مؤشر حرية الصحافة.
ويمثل هذا التصنيف تراجعاً كبيراً بالنسبة إلى بلد نشط سياسياً وشهد انطلاق أوائل الصحف على منطقة الخليج والتجارب البرلمانية والتنظيم الصحفي والدستوري. وتقدمت على البحرين دول كالسعودية والإمارات وعمان وقطر. ويمثل هذا التراجع انعكاسا طبيعياً لمناخ خنق الحريات الإعلامية المتواصل.
وعكست افتتاحية رئيس تحرير صحيفة “أخبار الخليج” أنور عبدالرحمن في مايو 2022 طبيعة المصاعب الجدية التي تمر بها الصحافة البحرينية. فقد تحدث عن مضايقات مستمرة بأشكال مختلفة وضيق صدر المسؤولين بها وتهربهم من الصحفيين. وأتى هذا الإنذار من صحيفة حكومية التوجه وفي ظل إغلاق جميع المنافذ الأخرى للصحف المستقلة أو المعارضة. ما يعطي إطلالة على الصعوبات المحيطة بممارسة العمل الصحفي.
إضافة إلى كل ذلك فقد شهد هذان الشهران أيضاً استدعاء المحامي عبدالله هاشم للتحقيق بشأن تغريدة وإحالته على المحاكمة. واستدعاء مغردة بعد أن انتقدت مجلس النواب. والقبض على امرأة في منتصف الأربعين بحجة نشر فيديو يخالف الآداب العامة.
تجدد رابطة الصحافة البحرينية حث الحكومة البحرينيّة على تحرير الفضاء الإعلامي من سطوة التعاطي الأمني وتخفيفه من القيود التي فرضت عليه منذ أزمة 2011. هناك حاجة ملحة لإراحة هذا الفضاء ومنحه الحرية التي يستحقها كي يمارس دوره الطبيعي في رصد وتصويب الأخطاء.
فيما يلي التفاصيل:
البحرين الأخيرة خليجياً في مؤشر “مراسلون بلا حدود”
احتلت البحرين (3 مايو 2022) المرتبة الأخيرة خليجياً والرابعة عربياً و167 عالمياً من أصل 180 دولة في مؤشر حرية الصحافة الصادر عن منظمة “مراسلون بلا حدود” بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يحل في الـ3 من مايو كل عام.
وحمل التقرير الذي أصدرته المنظمة التي تتخذ من العاصمة الفرنسية مقراً لها تحت عنوان “عصر الاستقطاب الجديد” الكثير من التحذيرات بشأن اتساع مساحة التضليل وسيطرة الديكتاتوريات على العمل الصحفي. وقد حلّت قطر في المرتبة الأولى خليجيًا، ودولة الإمارات العربية المتحدة في المرتبة الثانية، فيما حلّت الكويت في المرتبة الـ3 خليجياً. وجاءت سلطنة عمان في المرتبة الرابعة خليجياً، تلتها السعودية في المرتبة الخامسة خليجياً، ثم البحرين في المرتبة السادسة خليجياً.
استدعاء المحامي عبدالله هاشم إثر شكوى من الصحفي محمد الزوبعي
استدعت النيابة العامة (19 مايو 2022) المحامي عبدالله هاشم للتحقيق معه بتهمة “السب والقذف”. وقال هاشم في حسابه على موقع “تويتر”: “تلقيت استدعاء من النيابة العامة بأن شخصاً يدعى محمد عبدالرزاق محمد إسماعيل الزوبعي يدعي بأني قمت بسبه وقذفه من خلال الهاتف والمقصود”تويتر” وعندما قلت لا أعرفه قالت لي النيابة بأنك تعرفه باسم «محمد العرب» [المراسل السابق لقناة العربية السعودية] فتبين بأن «العرب» هو اسم مستعار ليس له ظل في الاسم الرسمي”. ومثل هاشم أمام المحكمة للمرة الأولى في التهمة المنسوبة له وهي “السب والقذف” في 1 يونيو 2022 حيث أجلت إلى جلسة لاحقة. ومثل مرة ثانية أمام المحكمة في 15 يونيو حيث تمّ الاستماع للاستماع للطرفين وتأجيل القضية للحكم في 6 يوليو 2022.
رئيس تحرير “أخبار الخليج” يشكو من التضييق على الصحافة
شكا رئيس تحرير صحيفة “أخبار الخليج” المحسوبة على الحكومة (29 مايو 2022) من ضيق هامش الحرية المتبقي للصحافة في البحرين وممارسة التضييق عليها. وقال في مقال تحت عنوان “الصحافة والحرية”: “الأمر الغريب حقا أن كل هذا يحدث، ويتم التضييق على الصحافة بهذه الأشكال، في الوقت الذي أعطى فيه المشروع الإصلاحي لجلالة الملك كل الحرية للصحافة”. وأوضح “أغلب المسؤولين يتهربون من لقاء الصحافة، ويرفضون إمداد الصحف بأي معلومات تتعلق بمسؤولياتهم ومجال عملهم” وأنهم “لا يقبلون النقد من أي نوع”.
القبض على امرأة لتصويرها مقطعاً مناف للآداب العامة
ألقت وزارة الداخلية (28 يونيو 2022) القبض على امرأة بتهمة تصوير مقطع مناف للآداب العامة. وصرحت الداخلية “تعقيباً على مقطع مصور متداول ببعض مواقع التواصل الاجتماعي ويتضمن أعمالًا منافية للآداب العامة فقد أسفرت التحريات عن القبض على امرأة (45 عاما) بعد تحديد هويتها وتورطها بارتكاب أعمال مخالفة للقانون”. وأوضحت بأنه “جار استكمال الإجراءات القانونية تمهيدا لإحالتها للنيابة العامة”.
استدعاء مغردة للتحقيق لانتقادها أداء مجلس النواب
استدعت إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية التابعة إلى وزارة الداخلية (29 يونيو 2022) مغردة للتحقيق معها بشأن آراء أدلت بها على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”. وتتعلق التغريدات التي تم التحقيق معها بشأنها انتقادات لأداء أعضاء مجلس النواب البحريني. هذا وتمّ إخلاء سبيلها في نفس اليوم.