يوليو وأغسطس 2021: الحكم سنتين على محمد الزياني وإضراب السنكيس بعد مصادرة بحثه وتعرض هواتف صحفيين للتجسس بواسطة “بيغاسوس”
رابطة الصحافة البحرينية، لندن – 29 أغسطس 2021: سجلت رابطة الصحافة البحرينية العديد من الانتهاكات خلال شهريّ يوليو وأغسطس 2021 بحق الإعلاميين والمدونين نشطاء الإنترنت. كان الحكم على المدون المعروف محمد الزياني العقيد السابق في قوة دفاع البحرين (60 عاما) بالسجن سنتين مع النفاذ بتهمة “إهانة السلطة القضائية” على وسائل التواصل الاجتماعي واحدا من أقسى الإجراءات العقابية التي استهدفت حرية الرأي والتعبير. خاصة بالنسبة إلى رجل جاوز 60 من العمر وفي ظل إصابته بمرض القلب.
وجاء إضراب الأكاديمي المعتقل د. عبدالجليل السنكيس المدون وصاحب موقع “الفسيلة” عن الطعام بعد مصادرة بحث له من قبل إدارة سجن “جو” لتظهر بشكل فاقع المستوى الخطر الذي بلغه الضيق بحرية الرأي. حتى مع كون البحث المشار له لا يمت للسياسة أو الشأن العام بصلة حيث يتطرق فقط إلى الأمثال الشعبية.
إضافة إلى ذلك فقد رصدت رابطة الصحافة البحرينية أيضاً استدعاء عدد 15 من المنشدين الدينيين ورجال الدين الشيعة خلال موسم عاشوراء. كما واكبت تعرض هاتفيّ ناشطين أحدهما مصور والآخر مدوّن إخباري من قبل الحكومة باستخدام برامج إسرائيلية متطورة. وإحالة شاب يافع (18 سنة) إلى النيابة العامة بتهمة “إساءة استخدام وسائل التواصل”.
وتحث رابطة الصحافة البحرينية الحكومة في البحرين على تغيير مقاربتها العدائية والقديمة إلى منتقديها. وترى أن المكان الطبيعي لأصحاب الرأي هو المجال العام لا ساحات المحاكم والسجون. فيما سيأتي التفاصيل:
المدون الدكتور عبدالجليل السنكيس يضرب عن الطعام لمصادرة بحث له
بدأ الأكاديمي والمدون المعتقل الدكتور عبدالجليل السنكيس (8 يوليو 2021) إضراباً مفتوحاً عن الطعام ووقف استلام الأدوية والامتناع عن الاتصال بسبب المعاملة المهينة والحاطة بالكرامة من قبل الضابط محمد يوسف فخرو الضابط المسؤول في سجن جو المركزي. الإضراب جاء بعد مصادرة بحث له حول الأمثال الشعبية قام بإعداده في السجن، وكذلك بسبب حرمانه من الدعامات المطاطية لعكازاته التي يحتاجها للمشي بسبب متلازمة ما بعد شلل الأطفال المصاب بها منذ الطفولة.
الحكم سنتين على المدون محمد الزياني بتهمة “إهانة القضاء”
أصدرت المحكمة الصّغرى الجنائيّة (8 يوليو 2021) حكمًا بالسجن سنتين على النّاشط الإعلاميّ محمد الزياني بتهمة ازدراء هيئة قضائيّة. كان المتهم قد قال في فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي “إذا كان الشّخص فاسدًا وساعده القاضي فإنّ هناك فسادًا، أو أنّ الفاسد يتقوّل على القاضي ويقول إنّ القاضي ساعده” وهي الجملة التي تم الاستناد لها في محاكمته. وقالت النيابة العامة إن المتهم “شخصيّة مرموقة ونشط على أدوات التواصل الاجتماعيّ وله متابعون كثر على الإنستغرام، ومن المفترض ألّا يتكلّم بهذا الكلام ويهين سلطة قضائيّة”. وكان رئيس نيابة المحافظة الجنوبية قد أعلن بأن “النيابة العامة تلقت طلباً من المجلس الأعلى للقضاء باتخاذ إجراءات المساءلة الجنائية ضد أحد الأشخاص لقيامة بنشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يتضمن إهانة للسلطة القضائية وتعريضاً بها”. وبناء على ذلك فقد قامت النيابة باستدعاء معد المقطع وباشرت استجوابه وواجهته بمضمون ما نشره وتداوله قبل أن تأمر بحبسه احتياطياً على ذمة التحقيق.
إحالة شخص النيابة لـ”إساءة استخدام وسائل التواصل”
استدعت إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية (25 يوليو 2021) للتحقيق شخصاً يبلغ من العمر 18 عامًا بتهمة “إساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي”. وزعمت بأن المذكور الذي لم تكشف عن هويته قد قام بتصوير زوار مراكز التسوق وفضحهم بالتعليقات المسيئة” مشيرة إلى أنه تم “اتخاذ الإجراءات القانونية تمهيدًا لإحالته إلى النيابة العامة”. ويظهر الفيديو المصور في أحد المجمعات التجارية شخصاً يقوم بالتعليق صوتيا بعبارات تتضمن السخرية من مرتادي المجمع.
“الاستئناف” تؤيد الحكم على محمد الزياني
أيدت محكمة الاستئناف العليا (3 أغسطس 2021) الحكم الصادر بحبس بحبس العقيد المتقاعد محمد الزياني سنتين مع النفاذ عما أسند إليه من اتهام بإهانة السلطة القضائية. وكانت النيابة العامة قد قالت في مرافعتها ضد العقيد المتقاعد من قوة دفاع البحرين الناشط محمد الزياني إنه “اعتاد مؤخرًا التعليق على أحكام القضاء بشكل غير لائق وبما يمثل إهانة عبر نشر فيديوات يقوم بترويجها على حسابه الشخصي تتضمن ألفاظًا غير لائقة يعجز اللسان عن ذكرها داخل أروقة المحاكم”. وذكرت أنه “تعمد توجيه اتهامات تتعلق بأعمال السلطة القضائية وسيادتها وتطاوله على القضاة” وطالبت بإيقاع أقصى عقوبة عليه. من جهته نفى الزياني ما نُسب إليه مقرًا بنشر فيديوهات بهدف التوعية عبر نشر قضايا تنشر في الصحف وقضايا أخرى من وحي الخيال، وقال إن “تطرقه إلى الأمور القانونية مجرد اجتهادات شخصية”.
استدعاء 15 منشداً وعالم دين شيعي خلال موسم عاشوراء
استدعت السلطات الأمنية خلال الفترة من 10 إلى 20 أغسطس التي صادفت موسم عاشوراء الذي تحييه الطائفة الشيعية في البلاد بشكل سنوي (استدعت) عدد 15 منشدا وعالم دين شيعي حيث قامت بالتحقيق معهم في تهم تتعلق بإحياء شعائر عاشوراء الدينية خاصة مضامين بعض الخط والشيلات. وعرف من بين الذين تم استدعاؤهم الشيخ محمد رياش، الشيخ عبدالمحسن ملا عطية الجمري، الرادود محمد القلاف، الرادود صالح سهوان، الرادود حسن نوروز، الرادود السيد أحمد العلوي، علي محمد آل عباس، حسين علي محمد عاشور، كاظم ابراهيم المهدي، محمد عبدالحليم فردان، علي أحمد مهدي، يوسف أحمد مهدي، أحمد خليل زين الدين، صادق عبدالواحد مرهون. بالإضافة إلى استدعاء اللجنة القائمة على مواكب العزاء في منطقة مدينة حمد الدوار 17 ورئيس الهيئة العامّة لمواكب عزاء منطقة الدير فيصل المؤمن.
تعرض صحفيين إلى التجسس بواسطة برنامج “بيغاسوس”
أصدر مختبر “سيتيزن لاب” التابع إلى جامعة تورنتو بكندا (24 أغسطس 2021) تقريرًا كشف فيه عن تجسس الحكومة البحرينية على هواتف نشطاء وإعلاميين مغردين من خلال برنامج خاص على الآيفون أنتجته مجموعة “إن إس أو” الاسرائيلية للتكنولوجيا”NSO”. وعرف من بين من تعرضوا إلى عملية التجسس كل من المغرد يوسف الجمري صاحب حساب @YusufAlJamri الإخباري وكذلك المصور موسى عبدعلي. والاثنان يقيمان في المنفى في لندن. واستُهدِف بعض هؤلاء النشطاء من خلال استغلال ثغرات غير معروفة “Zero-click” في “iMessage” في العام 2020، ومن خلال ثغرة أخرى في العام 2021، أطلقت عليها المجموعة اسم FORCEDENTRY .