أحمد حميدان: سباق الشوق بين الحرية والإبن البعيد

photo

منح قانون العقوبات البديلة الذي تطبقه البحرين منذ عام 2018، الفرصة أمام الآف السجناء ليعودوا إلى أسرهم وحياتهم الخاصة، وكان لهذا القانون وتصريحات ولي العهد ورئيس الوزراء الأمير سلمان بن حمد آل خليفة حول دراسة مقترح “السجون المفتوحة” أن يفتحا المزيد من المراهنات على إمكانية أن يمهد هذين القانونين الطريق نحو الإفراج عن المزيد من المحكومين في اطار الأزمة السياسية التي عصفت بالبحرين منذ عقد مضى.  

أحمد حميدان (34 عامًا) مصور سطع نجمه خلف القضبان وخارجها، يستحق كما غيره، الفرصة ليعود إلى عائلته. لا يشكل حميدان أي تهديد للأمن الوطني، كما أن عقوبته أوشكت على الإنتهاء بعد أن أمضى منها 8 سنوات وتبقى 19 شهرًا (حكم بالسحن 10 سنوات منذ العام 2012). حميدان اليوم مؤهل بمقتضى مواد قانون العقوبات البديلة أن يعانق الحرية. 

يواجهُ المحكومون في السجون خطر التعرض لفايروس كورونا، وهو ما يجعل من شروع الدولة في الإفراج عن السجناء المستحقين للاستفادة من العقوبات البديلة ضرورة ملحة. 

تطالب رابطة الصحافة البحرينية الحكومة أن تأخذ بعين الإعتبار ما تقدم، وأن تسارع بإطلاق سراح حميدان في بادرة سيكون لها تأثير إيجابي عليه وعلى عائلته التي تنتظره، وبالخصوص ابنه رضا الذي ولد أثناء اعتقاله وقضاء سنوات محكوميته.  

المجتمع الدولي اعتبر إعتقال حميدان، الحائز على أكثر من 134 جائزة دولية، خطوة تعسفية تُشكل إنتهاكًا لحرية الرأي والتعبير في البلاد.

تميز حميدان بموهبته وشجاعته في اصطياد المشاهد، رصيد الجوائز الدولية أضيفت له جوائز أخرى في السجن، فاز حميدان بجائزتين دوليتين عن صورة التقطها لمتظاهر بحريني وسط سحابة من الغازات المسيلة للدموع، خلال المعرض الدولي الرابع للتصوير الفوتوغرافي لعام 2013 في صربيا، ليحقق الميدالية الذهبية من الجمعية الأمريكية للتصوير والميدالية البرونزية من لجنة التحكيم.

في أبريل من عام 2014 اختارت منظمة مراسلون بلا حدود المصور حميدان (إلى جانب المدون المسقطة جنسيته علي عبدالإمام)، ضمن 100 من أبطال الإعلام في العالم، وفي يونيو من العام ذاته أعلن نادي الصحافة الوطني الأمريكي عن منح جائزة حرية الإعلام لذلك العام إلى حميدان أيضاً، قائلاً في بيان له إن “المراقبين المستقلين يشهدون للمصور حرفيته وأنه تم استهدافه لأنه جازف بتغطية الأحداث بصورة جريئة ومستمرة”.

تعرض حميدان بعد اعتقاله لانتهاكات شملت دعاوى بالتعذيب النفسي والجسدي وإساءة المعاملة وانتزاع اعترافات تحت الإكراه. تُرك حميدان واقفاً ومصمّد العينين ليومين متتالين في مبنى التحقيقات الجنائية، وسيق إلى سجن انفرادي لاحقاً لمدة 10 أيام في سجن الحوض الجاف بعد أن رفض التوقيع على اعترافات تحت الإكراه.

كان أحمد حميدان عين الحقيقة، التقطت عدسته الصورة كاملة، أحب عملهُ فتفانى فيه، أحب كاميرته فصارت رفيقته، آن الأوان ليعود حميدان إلى حياته وعائلته. 

 

زر الذهاب إلى الأعلى