يوليو وأغسطس 2020: منع موظفي الخدمة المدنية من نقد سياسات الحكومة وتأييد الحكم سنة على رجل دين ومحاكمة محامي
رابطة الصحافة البحرينية – لندن: واصلت الحكومة خلال شهري يوليو/ تموز وأغسطس/ آب 2020 سياستها الممنهجة في ملاحقة الحريات الإعلامية في البحرين، وخاصة المواطنين والمغردين الذين يدلون بآرائهم على شبكة الإنترنت.
ووثقت رابطة الصحافة البحرينية العديد من الانتهاكات التي طاولت حريات الإعلام وحرية التعبير عن الرأي لكن الحدث الأبرز تمثل في قرار مجلس الوزراء بتعديل اللائحة التنفيذية لقانون الخدمة المدنية ليتضمّن منع موظفي الحكومة من توجيه أي نقد للسياسات الحكومية بأي وسيلة من الوسائل. ويمثل هذا القرار ضربة جديدة للحريات التي تقلّصت هوامشها اساسًا مع بدء الحملة الأمنية المستمرّة منذ 2011.
ولا يبدو أن الحكومة تستجيب لأي من النداءات التي تحثها على إرخاء قبضتها عن المنافذ الإعلاميّة، وفتح مناخ الحريات؛ بل أصبحت تستغلّ المناسبات والحوادث العارضة لفرض المزيد من التضييق. وفي هذا الإطار لاحظت رابطة الصحافة البحرينية الحملة الموجهة لوزارة الداخلية على شعائرعاشوراء للمسلمين الشيعة خلال موسم محرم هذا العام 2020 واستدعاءات وتوقيف المنشدين “الرواديد” والشعراء والخطباء لأغراض “التحرش” الطائفي. فيما يلي التفاصيل:
استدعاء شريفة سوار للتحقيق
استدعت إدارة الجرائم الإلكترونية التابعة لوزارة الداخلية (5 يوليو/ تموز 2020) الأخصائية النفسية د. شريفة سوار بعد نشرها مقطع فيديو تحدثت فيه عن حيازتها أدلّة مؤكدة تثبت أن حبوب “اللاريكا” التي توزّع كحبوب مخدّرة في البحرين تأتي من مخازن وزارة الصحة مباشرة. وقد خضعت للتحقيق في اليوم التالي وتم استجوابها حول المعلومات التي أدلت بها في مقطع الفيديو المذكور. وقالت سوار بعد خروجها من مبنى إدارة التحقيقات الجنائية في منطقة العدلية “تم أخذ أقوالي وقدمت لهم الأدلة وننتظر القبض على العصابة”.
“الجرائم الإلكترونية” تحذر من صفحات على موقع “فيسبوك”
أعلنت إدارة الجرائم الإلكترونية (16 يوليو/ تموز 2020) إنها رصدت صفحات وهمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” تحمل أسماء صحف محلية وتنشر أخباراً كاذبة، مشيرة إلى أن هذه الصفحات تحتوي على روابط غير آمنة تخترق أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة. ودعت الإدارة مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي إلى الإبلاغ عن هذه الصفحات المزورة التي “تعمدت نشر الأكاذيب والادعاءات التي لا أساس لها من الصحة وتهدف إلى إحداث البلبلة والإضرار بالنسيج الاجتماعي” على حد تعبيرها.
قانون يمنع الموظفين من نقد لسياسة الحكومة
أصدر ولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي عهد البحرين نائب رئيس الوزراء (حالياً رئيس الوزراء) في 17 يوليو/ تموز 2020 قراراً بتعديل اللائحة التنفيذية لقانون الخدمة المدنية يمنع الموظف الحكومي من توجيه أي نقد للسياسة الحكومية. وجاء في مادة (34) البند (10) من اللائحة المعدلة ما يلي: “يجوز للموظف طوال شغله لوظيفته نشر وجهة نظره بكافة الوسائل، شريطة ألا يتناول ما يثير الخلافات في المجتمع، أو يؤثر على الوحدة الوطنية، أو يوجه النقد لسياسة الحكومة وقراراتها بأي وسيلة من الوسائل”.
القبض على أحمد البنخليل بتهمة “الإساءة إلى طائفة دينية”
أعلنت إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية (18 يوليو/ تموز 2020) القبض على شخص «35 عاما» “أساء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي”. ولم تشر إلى هوية الشخص لكن معلومات أفادت بأنه المواطن أحمد البنخليل. وقالت الإدارة أن المتهم قام “بنشر تغريدة تتضمن الإساءة إلى طائفة دينية والتحريض على بغضها، وجار اتخاذ الإجراءات القانونية تمهيدا لإحالته للنيابة العامة”. وصرحت النيابة العامة بأنها “باشرت التحقيق فور تلقيها بلاغاً من إدارة الجرائم الإلكترونية حيث استجوبت المتهم والذي أقر بقيامه بنشر التغريدة محل الواقعة وأمرت بحبسه احتياطياً وتقديمه محبوساً للمحكمة”.
محاكمة المحامي عبدالله هاشم بتهمة “إذاعة أخبار كاذبة”
أحالت النيابة العامة (5 أغسطس/ آب 2020) المحامي عبدالله هاشم إلى المحكمة الصغرى الخامسة بتهمة «إذاعة عمداً أخبار كاذبة مع علمه بأنها من الممكن أن تحدث ضرراً بالأمن الوطني والنظام العام”. وأفاد هاشم بأن التهمة بنيت على أساس ثمان تغريدات قام بنشرها على حسابه في “تويتر” تتعلق بالشأن المجتمعي في إشارةٍ إلى تصدّره حملة إعلامية في العام 2019 للمطالبة بوقف بناء مجمع على أرض في منطقة عراد، بعد تحويلها إلى ملكية اثنين من العائلة الحاكمة أحدهما نجل وزير الديوان الملكي الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة. وكانت النيابة العامة قررت في مايو/ أيار من العام 2019، إيقاف المحامي هاشم أسبوعاً على ذمة التحقيق بعد أن وجهت إليه تهمة إذاعة أخبار كاذبة وإساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي.
تأييد سجن الشيخ عبد المحسن الجمري سنة بتهمة إهانة الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان
أيدت محكمة التمييز (24 أغسطس/ آب 2020) السجن سنة لرجل الدين الشيعي الشيخ عبد المحسن ملا عطية الجمري بسبب محاضرة دينية ألقاها مطلع العام 2020. واتهمت السلطات الجمري بإهانة معاوية بن أبي سفيان، الخليفة الأموي، بسبب قوله إن «كتب التاريخ مليئة بشخصيات لا قيمة لها بالنسبة للإنسانية والأخلاق مثل معاوية وبني أمية».
الكاتب عبدالمنعم إبراهيم يصف الشيعة بـ”الحيوانات” لممارستهم شعائر عاشوراء
وصف الكاتب في صحيفة “أخبار الخليج” عبد المنعم إبراهيم (24 أغسطس/ آب 2020) الشيعة بـ”الحيوانات” بل إعتبر أن الحيوانات أفضل من الشيعة الذين يصرون على ممارسة شعائر عاشوراء في ظل جائحة كورونا. وقال في مقال نشره في التاريخ المذكور “الحيوانات والحشرات والكائنات البحرية تدرك بالفطرة أهمية تطبيق التباعد الاجتماعي في حالات المرض حتى لا تنقل العدوى إلى بقية أفراد مجموعتها الأصحاء؛ فلماذا يستمر الإنسان الذي من المفترض أن يكون أكثر وعيًا وذكاءً من الحيوان في تجاهل هذه الحقيقة العلمية الفطرية؟ (…) وقد تداولت وسائل التواصل الاجتماعي في أفلام فيديو عدم التزام عدد من المواطنين بإجراءات السلامة والوقاية الصحية وعدم تطبيق التباعد أثناء إحياء شعائر عاشوراء في المنامة (…)
نتمنى من المواطنين أن يكونوا أكثر ذكاءً ووعيًا كبشر في مواجهة كورونا وذلك بالحفاظ على التباعد الاجتماعي في هذه المرحلة العصيبة التي يمر بها العالم”. هذا وقد رفعت المحامية هدى الشاعر (26 أغسطس/ آب 2020 قضية ضد الصحافي المذكور لما ورد في مقاله “من إهانة وتحقير لطائفة من المسلمين”.
إيقاف الدكتور وسام العريض لقراءته “زيارة عاشوراء”
أوقفت السلطات الأمنية (28 أغسطس/ آب 2020) الدكتور وسام العريض بتهمة “إهانة أحد الصحابة علنا”.
وقالت وزارة الداخلية في تغريدة على حسابها في “تويتر”: “استدعاء ووقف شخصا ألقى خطبة تضمنت مخالفات قانونية حيث تعدى على الصحابة الكرام وأهان علناً رمزاً أو شخصاً، موضع تمجيد أو تقديس لدى أهل ملة” في إشارة إلى معاوية بن أبي سفيان. وكان العريض يقرأ زيارة الإمام الحسين «ع» التي اعتاد الشيعة قراءتها وخاصة في شهر محرم. وصرحت النيابة العامة بأنها “تلقت بلاغاً من إدارة مكافحة الجرائم الالكترونية مفاده رصد مقطع مصور متداول على وسائل التواصل الاجتماعي يظهر فيه قيام أحد الأشخاص بإلقاء خطبة بإحدى المناسبات الدينية، و قد تضمنت تلك الخطبة عبارات صريحة ومستترة القصد منها إهانة الصحابة الكرام علانية والنيل منهم ومن سيرتهم، الأمر الذي من شأنه إثارة الفتنة بين أبناء الوطن والتشجيع على التطرف وتهديد السلم الأهلي والنسيج الاجتماعي”.