مارس وأبريل 2020: إحالة 41 بلاغاً إلى النيابة لترويج إشاعات عن “كورونا” واستدعاء الناشط رضا علي ومازن مهدي ورسالة صوتية تقود الصحفي الجزيري إلى الانفرادي
رابطة الصحافة البحرينية – لندن – 30 أبريل 2020: أظهر سجلّ شهري مارس/ آذار وابريل/ نيسان 2020 مواصلة السلطات البحرينية اعتداءاتها على الصحافيين والمصورين إضافة إلى المواطنين الذين يعبرون عن آرائهم في وسائل التعبير المختلفة، وخاصة شبكات التواصل الاجتماعي.
ومع انتشار فيروس كورونا عمدت الأجهزة الأمنية إلى استهداف المواطنين الذين يبدون آراءهم بشأن سلامة الأداء الحكومي في التعامل مع الفيروس. وأحالت وزارة الداخلية نحو 41 بلاغاً إلى النيابة العامة بتهمة ترويج شائعات على صلة بانتشار الفيروس.
وسجلت رابطة الصحافة البحرينية توقيف شخص لحثه الناس شراء احتياجاتهم الغذائية بزعم احتمال فرض قانون السلامة الوطنية. فيما استدعت السلطات الأمنية الناشط السياسي رضا على لإطلاقه حملة على وسائل التواصل من أجل إعادة البحرينيين العالقين في مدينة مشهد الإيرانية عقب إغلاق خطوط الطيران. كما نقل الصحافي المعتقل محمود الجزيري إلى السجن الانفرادي بعد إثر انتشار مقطع صوتي مسرب له فند فيه ادعاءات المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان حول جهوزية السجن للوقاية من الفيروس.
وشهد هذان الشهران أيضاً استدعاء الصحفي مازن مهدي والمطربة هند البحرينية للتحقيق ضمن سلسلة من الإجراءات تستهدف التحكم في الآراء على وسائل التواصل الاجتماعي.
تدين رابطة الصحافة البحرينية محاولات الحكومة البحرينية المستمرة لقمع الآراء المستقلة وتلك التي تغرّد خارج الفضاء الحكومي الموجه. كما تحث السلطات على التخلي عن استخدام الأساليب الأمنية والترهيب لأغراض توجيه النقاشات العامة وفرض وجهة نظر واحدة.
فيما يلي التفاصيل:
اعتقال شخص روج لشائعة عبر تسجيل صوتي
أعلنت وزارة الداخلية البحرينية (15 مارس/ آذار 2020) عن توقيف شخص قالت إنه “روّج لشائعة فرض السلامة الوطنية وحث الناس على سرعة شراء احتياجاتهم الغذائية بزعم تطور أزمة فيروس كورونا «كوفيد 19»”. هذا ولم تكشف وزارة الداخلية عن هوية الشخص المذكور. وفي 16 مارس/ آذار 2020 صرح رئيس نيابة محافظة المحرق، عبدالله الذوادي، إن النيابة العامة “تلقت بلاغاً من إدارة مكافحة الجرائم الالكترونية برصدها تسجيل صوتي متداول عبر أحد مواقع التواصل الاجتماعي يتضمن أخبارا كاذبة وترويج لشائعات تتعلق بإجراءات المملكة للحد من انتشار وباء كورونا، من شأنها المساس بالسلم الأهلي والإضرار بالأمن العام من قبيل فرض حالة الطوارئ في مملكة البحرين كإجراء للحد من انتشار وباء الكورونا، وأنه من خلال التحريات تم التوصل لهوية المتهم”. وباشرت النيابة التحقيق فور تلقيها البلاغ واستجوبت المتهم الذي اعترف بما هو منسوب إليه، فأمرت النيابة بحبسه احتياطيا على ذمة التحقيق تمهيداً لتقديمه لمحاكمة عاجلة.
إحالة 41 بلاغاً إلى النيابة العامة بتهمة ترويج شائعات
توعدت وزارة الداخلية البحرينية (16 مارس/ آذار 2020) بملاحقة مروجي الشائعات في وسائل التواصل الاجتماعي المتعلقة بإجراءات البحرين للحد من انتشار وباء كورونا. وصرح مدير عام الإدارة العامة لمكافحة الفساد والأمن الاقتصادي والإلكتروني أن إدارة مكافحة الجرائم الالكترونية “باشرت مؤخرا 35 بلاغا تتعلق بالإهانة ونشر بلاغات كاذبة، أحيل منها للنيابة العامة 23 بلاغا، بالإضافة إلى 30 بلاغا حول حسابات بمواقع التواصل الاجتماعي تقوم بالتحريض الطائفي بطريق النشر، أحيل منها 18 بلاغا إلى النيابة العامة”. وأضاف بأن “عملية رصد وتعقب الحسابات المخالفة سيتواصل تمهيدا لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، حيث يعمل 16 موظفا في هذا المجال على مدار الساعة”، مشيراً إلى أنه “لوحظ قيام عدد من مستخدمي حسابات التواصل الاجتماعي بإساءة استخدام التقنيات الحديثة في بث الأكاذيب والشائعات المغرضة ونشر الأخبار الملفقة بما من شأنه إثارة القلق وتكدير الأمن العام”.
استدعاء الناشط السياسي رضا على لإطلاقه حملة على وسائل التواصل
استدعت النيابة العامة (24 مارس/ آذار 2020) إلى التحقيق الناشط السياسي رضا علي؛ حيث قامت باستجوابه بشأن حملة أطلقها على وسائل التواصل الاجتماعي للمطالبة بإعادة البحرينيين العالقين في مدينة مشهد الإيرانية بعد إيقاف الرحلات من البحرين إلى المدينة وإغلاق المطارات نتيجة لانتشار فيروس “كورونا”. هذا وتم إطلاق سراحه في وقت لاحق من نفس اليوم.
استدعاء المطربة هند لنشرها معلومات عن أوضاع عمال التوصيل
أعلنت وزارة الداخلية على حسابها في موقع التواصل الإجتماعي “تويتر” (7 ابريل/ نيسان 2020) بأن إدارة مكافحة الجرائم الالكترونية اتخذت “الإجراءات القانونية المقررة حيال مواطنة قامت بنشر معلومات مغلوطة حول أوضاع عمال توصيل الطلبات للمنازل”. ودعت إلى “استقاء المعلومات من مصادرها الرسمية وعدم الالتفات للشائعات”. ورغم أن النيابة العامة لم تعلن عن هوية الشخص المستدعى؛ لكن عرف فيما بعد بأنها المطربة المعروفة بـ”هند البحرينية”.
نقل الصحفي محمود الجزيري إلى السجن الانفرادي بعد تسريب مقطع صوتي
ذكرت معلومات مؤكدة من داخل سجن “جو” المركزي (9 ابريل/ نيسان 2020) تعرض الصحافي المعتقل محمود الجزيري إلى العقاب عبر نقله إلى السجن الانفرادي إثر انتشار مقطع صوتي مسرب له فند فيه ادعاءات المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان حول جهوزية السجن للوقاية من مرض كوڤيد 19 وتدشين الاتصال المرئي مع الأهالي وغيرها من المعلومات التي جاءت في تصريحات سابقة لرئيسة المؤسسة ماريا خوري بثها تلفزيون البحرين الرسمي. كما قام مدير السجن هشام الزياني بحرمانه وعدد آخر من المعتقلين السياسيين من الاتصال الاسبوعي المجدول مع ذويهم.
اتخاذ إجراءات ضد شخص لإعادته نشر فيديو قديم
أعلنت إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية اتخاذ الإجراءات القانونية حيال شخص بحريني «39 عاما» أعاد نشر مقطع مصور قديم على حسابه بمواقع التواصل الاجتماعي يتعلق بواقعة إتلاف واعتداء على مساجد قبل أشهر. وقالت إنها اتخذت الإجراءات حيال القضية المشار لها في الفيديو في حينه. ولم تحدد الإدارة هوية الشخص المعني كما لم تحدد ماهية الإجراءات المتخذة. هذا وتم حذف الحساب الناشر بالكامل في وقت لاحق.
وزارة الداخلية تدعو لعدم تداول تسجيل صوتي لسجين جنائي
دعت وزارة الداخلية (24 ابريل/ نيسان 2020) إلى عدم نشر وتداول رسالة صوتية مسربة أطلقها السجين عيسى الجاسم طالب فيها بالعفو عن السجناء لمنع انتشار فيروس «كوڤيد 19» في السجن، واعدا بأن السجناء سيساهمون في الحملة التي أطلقها ابن الملك الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة للتبرع لجهود الدولة في مكافحة كورونا. ونشرت الداخلية تغريدة جاء فيها: «مكافحة الجرائم الإلكترونية: تم رصد تسجيل صوتي متداول عبر وسائل التواصل الاجتماعي لمحكوم بالإعدام في قضايا اتجار بالمخدرات تشمل عمليات تهريب وبيع مواد مخدرة، تصل كميتها إلى حوالي 86 كيلو من مادة الحشيش المخدرة …يرجى عدم تداول هذه الرسائل».
استدعاء الصحافي المصور مازن مهدي
استدعت السلطات الأمنية (27 ابريل/ نيسان 2020) الصحافي المصور مازن مهدي للتحقيق معه بشأن تغريدات قام بنشرها على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي تتعلق بعلاقة السعوديين مع القضية الفلسطينية. وتم الطلب منه من طريق ضابط التحقيق بمسح التغريدات فورا وأنه سيتم تحويل القضية إلى المحاكمة. هذا وقد أطلق سراحه في وقت لاحق من نفس اليوم.
6 أشهر والإبعاد لمقيم آسيوي أهان ملة
حكمت المحكمة الصغرى الجنائية الأولى (27 ابريل/ نيسان 2020) بالحبس 6 شهور مع النفاذ والإبعاد عن البلاد بعد تنفيذ العقوبة على مقيم آسيوي بتهمة التعدي علناً على إحدى الملل. وذكرت في معرض الحكم بأن المذكور (الذي لم يتم الكشف عن هويته) “قام عبر وسائل التواصل الاجتماعي بالتعدي علناً على إحدى الملل بأن قام بنشر تدوينات تصف التابعين لها بأنهم إرهابيون وينشرون فايروس كورونا ويقتلون الأشخاص”.