سبتمبر وأكتوبر 2018: تجريم آراء مقاطعة الانتخابات ومنع ندوة “القومي” وترحيل صحافي ألماني

لندن، المملكة المتحدة/ 30 ديسمبر 2018/ رابطة الصحافة البحرينية: كان شهرا سبتمبر/ أيلول وأكتوبر/ تشرين الأول 2018 اثنين من أبرز الشهور خلال هذا العام التي شهدت انتهاكات واسعة طالت حرّيات الصحافة والرّأي والتعبير في البحرين.

كان تهديد وزارة الداخلية بملاحقة أيّ دعوة على أيّ منبر تحث على عدم المشاركة في الانتخابات واحدة من أوضح الحالات التي تجسّد فيها انتهاك الرأي والتعبير على نحو فظيع؛ حيث جُعل نقد المشاركة في الانتخابات بمثابة المحرّمات، والجريمة التي تتمّ المعاقبة عليها. وهو ما حوّل البلاد إلى حالة شمولية لا يُسمع فيها إلا رأي أوحد؛ هو رأي الحكومة. وامتدّ ذلك إلى منع الندوات الثقافية في الجمعيات السياسية والنوادي الاجتماعية مثل الندوة التي كانت مخصصة في جمعية التجمع القومي حول “برنامج التوازن المالي“.

إضافة إلى ذلك، منعت السلطات الصحافي الألماني “فيليب بروي” من دخول البحرين، وأيدت محكمة الاستئناف السجن 3  سنوات للمغردة نجاح يوسف بعد نشرها منشورات على الفيسبوك تنتقد سباق الفورمولا واحد خلال العام 2017. فيما واصلت قوات الأمن انتهاكاتها بحق مراسم عاشوراء الدينية التي تحييها الطائفة الشيعية في البلاد؛ حيث بلغ مجموع الاستدعاءات والاعتقالات لمحيي هذه المناسبة  حوالي 52 حالة وجهت لمعظمهم تهم مثل “التحريض على كراهية النظام” و“إهانة يزيد بن معاوية“.

إن رابطة الصحافة البحرينية تشجب استمرار السلطات في البحرين سياستها في ملاحقة وتجريم الآراء التي تتناول بالنقد أو التعليق الأوضاع المحلية ومنع الصحافيين من مزاولة عملهم. كما تستنكر محاولة التدخل في محتوى الندوات التي لا تتفق مع السرد والحكوميّ ومنعها بإجراءات إداريّة مخالفة بذلك قوانين البلاد والتزاماتها الدوليّة. فيما يلي التفاصيل:

وزير الداخلية يأمر بإيقاف صحيفة “الجنوبية تايمز“

أصدر وزير الداخلية راشد بن عبدالله آل خليفة (6 سبتمبر/ أيلول 2018) تعميما للمحافظات بوقف إصدار أي مطبوعات بعد يوم من تدشين حفيد رئيس الوزراء محافظ الجنوبية خليفة بن علي خليفة آل خليفة مجلة إلكترونية تحت اسم “الجنوبية تايمز“. وقالت وزارة الداخلية عبر موقعها على الإنترنت إن “الوزير أصدر تعميما للمحافظات، بوقف إصدار أية مطبوعات أو صحف أو مجلات إعلامية ورقية أو الكترونية باسم المحافظة، وذلك لحين تنظيم الإجراءات القانونية والإدارية في هذا الشأن“. وكان محافظ الجنوبية قد ذكر خلال حفل تدشين المجلة إن “المحافظة الجنوبية تبنت هذه الفكرة الاستثنائية (مجلة الجنوبية تايمز) حرصًا منها للتواصل مع المواطنين عبر صحيفة أسبوعية شاملة تمكن القارىء الكريم الإطلاع على كل ما تقوم به المحافظة من دور محوري“.

52 استدعاءًا واعتقالًا لمحيي مناسبة عاشوراء

استدعت السلطات الأمنية خلال الفترة (من 10 سبتمبر/ أيلول إلى 20 سبتمبر/ أيلول 2018) والتي صادفت ذكرى عاشوراء، وهي مناسبة دينية خاصة يحييها المواطنون الشيعة في البحرين بشكل سنوي، استدعت حوالي 24 شخصاً بين رجال دين ومنشدين ورؤساء مآتم، ووجهت لهم تهماً مختلفة مثل “التحريض على كراهية النظام” و“إهانة يزيد بن معاوية” و“تمجيد الإرهاب” عبر إلقاء خطب دينيّة خلال هذه المناسبة والتي تستمرّ عادة 10 أيام بدءاً من 1 محرّم. والمُستَدعَوْن هم: الشيخ علي الجفيري، الشيخ محمد الشيخ، الشيخ منير معتوق، الشيخ ياسين الجمري، الشيخ هاني البناء، الرادود السيد حسين المالكي، الرادود مهدي سهوان، الشيخ مهدي الكرزكاني، السيد صادق علي الغريفي، السيد محيي الدين المشعل (استدعي 3 مرات خلال موسم عاشوراء)، الشيخ مجيد السهلاوي، الشيخ بشار العالي، الشيخ محمد الرياش، الرادود عبدالله صباح، السيد كامل الهاشمي، الشيخ جاسم الدمستاني، الشيخ عبدالعظيم المهتدي البحراني، الشيخ عبدالأمير مال الله، الرادود السيد محمود الوداعي، الشيخ محمد الرياش، الرادود السيد حسين عقيل، رئيس مأتم شهداء الطف ميرزا الفردان، رئيس مأتم البني عبدالله أحمد، الإداريان في مأتم الإمام الرضا بقرية المالكية، محمد بو حميد وعبد الله بوراشد. وأمرت النيابة العامة بحبس الأخيرين 15 يوما على ذمّة التحقيق، بتهمة “التحريض على كراهية النظام“. كما أمرت أيضاً بإيقاف الخطيب الحسيني الشيخ هاني البناء والشيخ ياسين الجمري 15 يوماً على ذمة التحقيق بالتهمة ذاتها. وكذلك أمرت النيابة العامة بإيقاف نحو 27 مواطناً بحرينياً على ذمة التحقيق لمدة 15 يوماً بتهمة الصلاة في ليلة العاشر وسط العاصمة المنامة. وفي 18 أكتوبر/ تشرين الأول 2018 قررت النيابة العامة إحالة كل من رئيس مأتم رأس رمان شاكر الماجد والمنشد الديني سيد محمود الوداعي إلى المحكمة الجنائية الكبرى.

منع الصحافي الألماني “فيليب بروي” من دخول البحرين

منعت السلطات الأمنية في مطار البحرين الدولي (15 سبتمبر/ أيلول 2018) المصور الصحافي الألماني المستقل “فيليب بروي“،  المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، من دخول البلاد.  وقامت بترحيله من المطار على متن طائرة متجهة إلى العاصمة الأردنية “عمّان” حيث يقيم من  دون إعطائه أي سبب لهذا الإجراء.

“الداخلية” تتوعد بإجراءت ضد من يروج أخباراً عن مقاطعة الانتخابات

توعدت وزارة الداخلية البحرينية  (6 أكتوبر/ تشرين الثاني 2018)  بأنها ستتخد الإجراءات اللازمة ضدّ أي أخبار أو رسائل تدعو لعدم المشاركة في الانتخابات النيابية، وإحالة المتورطين فيها إلى النيابة العامة. وقالت في بيان “تتخذ الأجهزة الأمنية الإجراءات القانونية اللازمة في إطار تعاملها مع أي ملاحظات أو بلاغات تتلقاها من السادة المواطنين تعيق المشاركة في التصويت والعملية الانتخابية“. وقالت إن الإدارة العامة لمكافحة الفساد والأمن الاقتصادي والإلكتروني تقوم بـ“رصد أي أخبار أو رسائل تدعو لعدم المشاركة في الانتخابات من خلال استخدام أرقام هواتف بطريقة احتيالية، حيث تقوم باتخاذ الإجراءات القانونية تجاه المتورطين فيها وتقديمهم إلى النيابة العامة، واتخاذ ما يلزم لتأمين حركة الناخبين بِمَا يضمن قيامهم بأداء حقهم الانتخابي بكل يسر وسهوله“.

الغرامة 50 دينارا لرجل أعمال بتهمة إزعاج رئيس غرفة التجارة

غرمت المحكمة الصغرى الجنائية (9 أكتوبر/ تشرين الأول 2018) رجل أعمال، عضو بغرفة تجارة وصناعة البحرين، 50 دينارا عن تهمة إزعاج الرئيس التنفيذي وأعضاء مجلس إدارة الغرفة السابق، وذلك في واقعة تعود إلى 3 سنوات سابقة. ودين رجل الأعمال الذي لم يكشف عن اسمه بتهمة “إرسال عدة رسائل عبر البريد الإلكتروني للرئيس التنفيذي وأعضاء مجلس الإدارة تتضمن عبارات تهدف للتشهير والإساءة لهم“. وفي التحقيقات لم ينكر الواقعة؛ لكنه أشار إلى أنه كان “يسعى لمساعدة البلد والنهوض بها والحفاظ على أموالها العامة من الهدر“، مشيراً إلى أن “ما كتبه لم يكن سوى اقتباس لكلمات ومقولات بعض المسؤولين حول محاور صرف ميزانية الغرفة دون إنتاجية ملموسة“. وأسندت له النيابة العامة بأنه في 24 يونيو/ حزيران 2014 “تسبب عمدا في إزعاج المجني عليه بأن أساء استعمال أجهزة المواصلات. وحضر الرئيس التنفيذي أمام المحكمة مدعيا بالحق المدني وقدم تنازلا عن الدعوى المدنية والجنائية، فقضت المحكمة بتغريم المتهم 50 دينارا ووقف تنفيذ العقوبة لمدة 3 سنوات.

توقيف المنشد الديني مهدي سهوان 15 يوماً بسبب قصيدة

اعتقلت السلطات الأمنية (14 أكتوبر/ تشرين الأول 2018) المنشد الديني مهدي سهوان بعد استدعائه للتحقيق. وأمرت النيابة العامة (15 أكتوبر/ تشرين الأول 2018) بتوقيفه لمدة 15 يومًا بتهمة “التحريض على كراهية النظام“، وذلك على خلفيّة قصيدة ألقاها ليلة 12 محرّم في مأتم السهلة الجنوبيّة.

تعرض المصور حسن قمبر إلى الضرب في سجن “جو“

اشتكى المصور حسن قمبر (15 أكتوبر/ تشرين الأول 2018) من تعرضه ورفاقه إلى الضرب في سجن “جو” المركزي بعد منعهم من ممارسة شعائر دينية وفرض إدارة السجن عقوبات على من يخالف الأوامر بعدم إقامة هذه الشعائر. واعتقل قمبر الذي كان يعمل مصوّراً لعدد من المنابر الإعلامية من بينها “روسيا اليوم” باللغة العربية و“وكالة رابتلي” في 12 يونيو/ حزيران 2018، وتركز التحقيق معه حول عمله كمصور صحافي، ثم جرت معاقبته بالسجن مددا طويلة يصل مجموعها إلى أكثر من مائة عام في قضايا مختلفة ذات طابع سياسي.

“الداخلية” تعلن اتخاذ إجراءات ضد حساب في “تويتر“

أعلنت وزارة الداخلية البحرينية (19 أكتوبر/ تشرين الأول 2018) اتخاذ الإجراءات القانونية حيال حساب على “تويتر” قالت إنه “نشر تغريدات تضمنت إهانة هيئة نظامية“. وصرح مدير عام الإدارة العامة لمكافحة الفساد والأمن الاقتصادي والالكتروني أنه “من خلال أعمال الرصد والمتابعة لما يتم نشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فقد تم رصد حساب تحت مسمى ABALKHALIFAH@ (يديره عبدالله بن محمد آل خليفة) في موقع التدوينات القصيرة “تويتر” عمد إلى نشر تغريدات تحتوي على جرائم منصوص عليها في قانون العقوبات، من بينها إهانة هيئة نظامية“. وأوضح أن “أعمال البحث والتحري التي تمت مباشرتها للكشف عن طبيعة هذا الحساب أكدت بأن من يدير هذا الحساب، يعيش خارج البحرين ولا يحمل جنسيتها ، علماً بأنه  ليس من الأسرة المالكة ولا ينتمي إليها“. وأشار إلى أنه “جار اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة“.

الحكم شهراً ضد رئيس تحرير “الوطن” مع وقف التنفيذ

حكمت المحكمة الكبرى الجنائية الثانية (19 أكتوبر/ تشرين الأول 2018) بحبس رئيس تحرير صحيفة الوطن يوسف البنخليل شهرا مع وقف التنفيذ وكفالة 100 دينار، واستبداله بعقوبة يدوية بديلة، وذلك في القضية المرفوعة ضده من قبل النائب السابق أنس بوهندي بتهمة “السب والقذف عن طريق النشر” إثر نشر الصحيفة مقالاً منسوباً إلى أهالي دائرته سادسة الجنوبية. وكانت المحكمة الكبرى الجنائية الأولى قد أحالت القضية إلى المجلس الأعلى للقضاء للتحرج، وبناء على ذلك أحيلت للكبرى الثانية لنظرها. وأكد البنخليل في تحقيقات النيابة العامة أن الصحيفة نقلت رسالة بعثها الأهالي إلى وزير العدل، منكرًا الاتهام الموجه إليه بسب وقذف النائب. وتقدم بوهندي المحسوب على جناح رئيس الوزراء بشكوى إلى النيابة العامة ضد رئيس تحرير «الوطن» التابعة للديوان الملكي، إثر نشر خبر حمل عنوان: “أهالي سادسة الجنوبية يشكرون وزير العدل لعزل أنس بوهندي عن إمامة مسجد الغتم” المنشور بالصحيفة بتاريخ 11 فبراير/ شباط 2018.

“العدل” تلغي ندوة حول برنامج التوازن المالي في جمعية التجمع القومي

ألغتجمعيةالتجمعالقومي (28 أكتوبر/ تشرين الأول 2018) ندوة كانت قد أعلنت عنها في مقرها بعد ضغوط تعرضت لها من وزارة العدل والشؤون الإسلامية التي طالبت بإلغاء مشاركة القيادي المعارض إبراهيم شريف في الندوة. ووزعت الجمعية رسالة نصية على منتسبيها جاء فيها: “تعلن الأمانة العامة للتجمع القومي عن إلغاء ندوة الليلة حول برنامج التوازن المالي بسبب طلب وزارة العدل في اتصال هاتفي بالأمين العام للتجمع بإلغاء مشاركة الأستاذ إبراهيم شريف في الندوة“.

اعتقال رجل الدين الشيخ عيسى المؤمن

اعتقلت السلطات الأمنية (29 أكتوبر/ تشرين الأول 2018) إمام جامع الخيف بمنطقة الدير الشيخ عيسى المؤمن بعد استدعائه للتحقيق على خلفية محاضرة خلال موسم عاشوراء. وقالت عائلة المؤمن إنه تم التحقيق معه بشأن “محاضرة عاشورائية استخدم فيها آيات قرآنية لم يفهم المحقق مغزاها وقرر حبسه لعرضه على النيابة“.

تأييد سجن نجاح يوسف 3 سنوات لانتقادها الفورمولا واحد

أيدت محكمة الاستئناف (29 أكتوبر/ تشرين الأول 2018) الحكم الصادر ضد المغردة نجاح يوسف بالسجن 3 سنوات لنشرها منشورات على الفيسبوك تنتقد سباق الفورمولا واحد خلال العام 2017. وذُكِر في الحكم الصادر ضدها أنها كتبت “لا لسباقات الفورمولا على الأراضي البحرينية المحتلة” وادعت أن مجيء الفورمولا واحد إلى البلاد “لم يكن أكثر من طريقة لتغسل عائلة آل خليفة [الحاكمة] سجلها الإجرامي وانتهاكاتها الوحشية لحقوق الإنسان“. ودعت إلى مسيرة “حرية من أجل معتقلي الفورمولا واحد” لتسليط الضوء على المحتجين المسجونين بسبب انتقادهم سباق الجائزة الكبرى في البحرين.

إن رابطة الصحافة البحرينية تدين استهداف الصحفيين والمدونين والمصورين الذي ترى أنه أصبح سلوكاً ممنهجاً وشائعاً، وهو من أهم الأسباب التي أدت إلى تراجع سمعة البحرين على المستوى الدولي في ما يتعلق بحرية الإعلام. وتطالب الرابطة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والأمم المتحدة وكافة المنظمات والهيئات الدولية المعنية بالدفاع عن حرية الرأي والتعبير وحرية الصحافة والإعلام للتدخل العاجل وممارسة الضغط على الحكومة البحرينية من أجل:

ــــ الإفراج الفوري دون قيد أو شرط عن جميع المصورين والإعلاميين والنشطاء المحتجزين بسبب مزاولتهم عملهم في تغطية الاحتجاجات أو ممارسة حقهم في حرية الرأي والتعبير.

ــــ إيقاف الملاحقات والاعتقالات التعسفية والمحاكمات القضائية بتهم “إهانة الملك” و“بث بيانات كاذبة” لنشطاء الإنترنت والإعلاميين وتهمة “التجمهر” للمصورين و“التحريض على كراهية النظام” للسياسيين، وكل ما يتصل بالحد من حرية الرأي والتعبير في البلاد.

ــــ فتح الحريات الإعلامية والصحافية في البلاد وإغلاق مكتب الرقابة على الإنترنت في وزارة الاتصالات والغاء العمل بقانون رقم (47) لتنظيم الصحافة والنشر والطباعة في البلاد.

ــــ إنهاء احتكار السلطة للإعلام التلفزيوني والإذاعي والمكتوب وفتح وسائل الإعلام للرأي الآخر المعارض، وبما يشمل اعادة التصريح لصحيفة الوسط بالصدور.

ــــ دعوة مقرر الأمم المتحدة الخاص بتعزيز وحماية الحق في حرية الرأي والتعبير إلى جدولة زيارة عاجلة إلى البحرين.